الخميس، 11 يوليو 2013

كرسى الرئاسة تأديب وتهذيب وإصلاح ..!!
5/6/2013

بقلم الكاتبة الصحفية :
نيفين عصام

لم يعد كرسى الرئاسة فى جمهورية مصر العربية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير كسابق عهده فى عصر الكثير من الرؤساء السابقين للثورة كما تظن جماعة الإخوان ..
فقديما كانت عبارة "تأديب وتهذيب وإصلاح "عبارة تطلق على السجون وقاطنيها ..لكن من الواضح أن هذه العبارة ستظل تطارد الدكتور مرسى برغم هروبه من سجن وادى النطرون فى 28 يناير 2011 وحتى بعد ما أصبح رئيسا لجمهورية مصر العربية ..
لإن كرسى الرئاسة بعد الثورة أصبح هو الآخر للتأديب والتهذب والإصلاح لكل من يجلس عليه..فإذا عدل الحاكم عاونه شعبه وإن أخطأ وظن نفسه إله وفوق القانون والحساب ..عاقبه شعبه وحاسبه وربما أسقطه ..
وعلى الرغم من أن كل من جلس على كرسى رئاسة مصر فى العهد السابق كان يليق به الجلوس عليه برغم أخطاء البعض منهم إلا أنهم جميعا كانوا قادة بلا استثناء لهم وضعهم ومكانتهم عالميا بما فيهم الرئيس السابق حسنى مبارك نفسه..ولهم إنجازاتهم التى لا يستطيع أحد إنكارها حتى اليوم والتى لازلنا إلى الآن نراها ونستفيد منها ..
لم يتصرف أحدهم بكل هذه العشوائية والتخبط والفشل التى أدار بها الرئيس محمد مرسى البلاد خلال فترة حكمه ..
ربما يعود الأمر الى إنعدام الخبرة والكفاءة والرؤية لدى الرئيس مرسى عمن سبقوه من الرؤساء..الى جانب عدم اعترافه هو شخصيا  بإنه أفشل رئيس عرفته مصر على مدار تاريخها القديم والحديث ..
بل أن الأمر لم يقتصر على الداخل فقط بل أصبح الأكثر شهرة عالميا بين أفشل رؤساء العالم  كما وصفته بعض الصحف الأجنبية  ..
وبرغم كل هذا الفشل فى الفترة السابقه إلا أن الرئيس مرسى لازال مصر على الاستمرار فى  الحكم تحت أى ظرف ..حتى لو وصل الأمر للاقتتال والحرب الأهلية بين أبناء الشعب الواحد ..
حتى وإن وصل الأمر لإعلان مصر إفلاسها وتعرض شعبها للجوع والفقر أكثر وأكثر ..حتى وإن وصل الأمر للانهيار التام للبلاد سواء كان اقتصاديا وسياسياً ..
ترك الرئيس القضايا الهامة وأصبح الشغل الشاغل له وللجماعة هو الاستمرار فى الحكم والسيطرة على مقاليد الأمور فى البلاد تحت أى ظرف ..
إلا ان الأمر المبشر بالخير والذى يدعونا جميعا للتفاؤل أن كرسى الرئاسة بعد ثورة 25 يناير لم يعد كرسى للإنفراد بالحكم بالشكل الذى يجعل من الرئيس إله أو الحاكم بأمره ..
بل أصبح كرسى الحساب والعقاب بالنسبة للشعب المصرى لكل من يجلس عليه..فروح الثورة خلقت جيلا جديدا من الشباب الواعى الذى أدرك حقوقه وما له وما عليه ..
أدرك أن الحاكم ليس إله وإنما موظف بالدولة بدرجة رئيس جمهورية يحاسب ويعاقب إن أخطأ ..ويعزل إن إقتضى الأمر إن  أساء التصرف وعرض أمن مصر القومى للخطر  ..وهذا ما حدث فى عهد الرئيس مرسى ..
أصبح الشعب بكل فئاته أكثر وعيا ..ترك اهتماماته الفرعية التى كانت تسيطر عليه خلال عقود سابقة ليهتم بالشأن السياسى والشأن العام ويراقب ويتابع كل ما يجرى حوله ..فالشعب المصرى أذكى بكثير مما يظنه هؤلاء ..
والمشكلة الوحيدة باتت فى أن الدكتور محمد مرسى وجماعته الذين لازالوا إلى الآن لم يدركوا بعد أن الشعب المصرى تغير..ولم يعد كسابق عهده ..لم يعد  يعرف الخوف طريق إلى قلبه..وأن سياسة الحديد والنار لن تجد نفعا معه ..وإذا قال ارحل لن يتوقف عنها ولن يرض سوى بالرحيل بديلاً ..
وإذا ظن الدكتور مرسى نفسه أمير المؤمنين كما يدعونه أنصاره فهو واهم ..وأود أن أقول له أن زمن امراء المؤمنين ولى وانقضى منذ قديم الأزل ..
وإذا كان الدكتور الإخوانى مهما كلفهم الأمر ..
مرسى والجماعة لديهم أمل فى محو تاريخ مصر وتحويلها الى إمارة إسلامية ضمن الولايات العربية المتحدة تحت راية ما أسموه أمير المومنين محمد مرسى فهم أيضا واهمون .. لإن الشعب المصرى لن يقبل بهذا الهراء وأعلنها صراحة على الملأ ..
وساعة الحساب والعقاب قد اقتربت جدا وأقرب مما يتوقعون وقد أعلنها ملايين المصريين من خلال حملة تمرد امام العالم أجمع .. مؤكدين أنهم لن يتهاونوا فى استرداد مصرهم من هذا الإحتلال


ليست هناك تعليقات: