الخميس، 11 يوليو 2013

أنا متمرد ..إذاً أنا مصرى..
17/5/2013

بقلم الكاتبة الصحفية :
نيفين عصام


سألت أحد أنصار الدكتور محمد مرسى عن رأيه فى حملة تمرد فكان ردة الذى أدهشنى فى الواقع ببيت الشعر الشهير للمتنبى الذى يقول" إذا أكرمت الكريم ملكته ..وإذا أكرمت اللئيم تمردا " ..

تعجبت جدا من هذا التوصيف الذى لا ينطبق فى الحقيقه على جوهر ومضمون هذه الحملة السلمية التى أطلقها مجموعة من الشباب المصرى الذى يعشق تراب هذا الوطن ..

بهدف إسترداد وإستكمال ثورته المسلوبة وإعادتها الى مسارها الصحيح من نظام فاشل ..فاشى ..قمعى .. لم يحقق أى نجاح على مدار عام كامل سوى النجاح فى الفشل..

فليس فى كل الأحوال تنطبق هذه الأبيات على مايحدث فى الواقع.. فليس كل متمرد لئيم وليس كل من يجود بما لا يملك كريم ..

عجبت جدا أن أرى مصرى يتهم مصريون باللؤم ويصف رئيس جاء بإنتخابات مشكوك فى نزاهتها حتى الآن بأنه كريم.. رئيس من وجهة نظرى الشخصية أنه فاقد للشرعية..

لا أدرى عن أى كرم يتحدث هؤلاء..وما الذى جاد به هذا الرئيس على هذا الشعب بالتحديد..أوليس هذا الشعب هو من أتى بهذا الرئيس ؟؟

أوليس الأموال التى ينفقها هذا الرئيس يميناً ويساراً من أموال هذا الشعب ومقدراته ؟؟

أوليس من حق هذا الشعب أن يطالب بالتغيير ..وأن يثور على الظلم والفساد ويطالب بالعدالة ويأمل فى وطن آمن يضم كل أباؤه بلا إقصاء؟؟

أوليست هذه هى الديموقراطية التى يتشدقون بها ليل نهار ؟؟

والعجيب والذى أثار دهشتى أكثر الحملة المضادة التى أطلقها أنصار الرئيس والتى يطلقون عليها حملة " تجرد "..والسؤال هنا والذى يثير الدهشة أيضا ..تجرد من ماذا ؟؟

بعد أن تجرد هذا الشعب من أبناؤه الذين فقدهم فى عهد هذا النظام الفاشى ..تجرد من ماذا بعدما تجرد الشباب من وظائفهم وإنضموا لصفوف العاطلين بعد غلق العديد من المشروعات والمصانع وهروب المستثمرين بأموالهم الى الخارج ..تجرد من ماذا بعدما تجرد المواطن البسيط من كل مايملك فى ظل إرتفاع الأسعار الجنونى الذى يعانيه يوما بعد يوم ..تجرد من ماذا بعد أن تجردت مصر من إحتياطها النقدى من العملة الأجنبية ولم يتبقى إلا القليل ..تجرد من ماذا بعد إنهيار السياحة ووضع مصر على خريطة الدول الغير آمنة سياحيا ..لا أعرف فى الحقيقه تجرد من ماذا بالتحديد ..وما الهدف من وراء هذا المسمى ؟؟

ولم يتوقف هؤلاء عند هذا الحد ..بل بدأوا كعادتهم يزرعون الفرقه بين أبناء الوطن الواحد ..بالتضليل ونشر الشائعات ..وإدعاءات باطله بأن حملة تمرد ترفض إنضمام فصائل معينه عن الحملة ..منها "أنصار الفريق شفيق" ..او حركة "أحنا آسف ياريس" أو مايدّعون أنهم محسوبين على النظام السابق ..بالرغم من إعلان الحملة أكثر من مرة وتأكيدها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى فيسبوك وتويتر وفى العديد من الفضائيات بأنها حمله لكل المصريين ولا إقصاء لأحد تحت شعار لا للفرقه بين المصريين ..

بل وصل بهم الأمر أن إتهم هؤلاء أن هذه الحملة النظيفه ممولة من جهات داخلية وخارجية لزعزعة الأمن والإستقرار الذى لا أرى له أى وجود فى الحقيقه ..

وبرغم كل ذلك ..كم انا سعيدة بهذا الحراك الشعبى الغير مسبوق الذى بدأته حملة تمرد منذ بضعة أيام..بعد سكون دام ما يزيد عن العامين منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وحتى الآن ولكنه فى الواقع سكون يشبه النار التى تحت الرماد ..

حراك يؤكد أن الخيرة فى شباب مصر ..يبشر بمستقبل مشرق ومبهر لمصرنا الحبيبة على يد هذا الجيل الواعد الصاعد الذى لا يعرف الهوادة ولا الإستكانة ويملؤة الإصرار على التغيير وإسترداد ثورته المسلوبه..

جيل يجدد الأمل فى القلوب التى ضاقت ..وينير العقول التى سكنتها العتمة ..يؤكد لنا أن الثورة مستمرة على الظلم والقهر والفاشية ..يثبت للعالم أجمع أن الشعب المصرى رجالا وشباباً ونساءاً جيلا بعد جيل لا يقبــل إلا بالنصر ..ومن يشك فى ذلك للحظة فليقرأ التاريخ جيداً ..








ليست هناك تعليقات: